مبادرة عيد الكويت
شهدنا في أول أيام شهر رمضان المبارك أعاده الله عليكم باليمن والبركات نشر أخبار كاذبة حول تبرع أحد المحسنين لإدارة التنفيذ بمبلغ قدره ٢٥ مليون دينار لسداد ديون الغارمين في منطقة الوطية،إلا أن المواطنين الغارمين في الديون وضنك المعيشة توافدوا في إدارة التنفيذ متعلقين بخيط رفيع من الأمل وتصديق كذبة لسداد ديونهم،فامتلأت أرجاء الوطية من السيارات والمواطنين وكان المشهد مؤلد ومحزن في بلد الإنسانية أيادي الخير فيها وصلت القاصي والداني الغريب قبل القريب وكأنها عين عذاري،أصاب الشعب ملل من نداء الحكومة والمجلس لاسقاط القروض ولكن لا توجد رغبة صادقة لحلحلة هذا الملف،وهذا بدوره أدى لحالة من تفشي الاحباط والسلبية في المجتمع،ولا يستفيد من اليأس إلا الفاسدين والنفعيين والمتنفذين لكي لا يشعروا بالتهديد والخطر على أجنداتهم ومصالحهم السياسية والاقتصادية واستثمار هذه الحالة للوصول إلى مآربهم،لرأب الصدع قمنا باطلاق مبادرة مجتمعية بالتعاون مع جمعية التكافل لرعاية السجناء في ١٣/٤/٢٠٢٣ بدأت المبادرة باتصال من أخي الشاعر والفيلسوف محمد صرخوه عن ما حدث في إدارة التنفيذ وما نستطيع أن نقدمه لانقاذ المجتمع من تبعات ردة الفعل بعد الخبر الكاذب بكافة المستويات والأصعدة،استذكرنا مواقف أهل الكويت بآخر حملة لدعم الشعبين الصديقين التركي والسوري بعد الزلزال حيث حصدت الحملة على أكثر من ٢٠ مليون في بضع أيام وأهل الكويت أولى أليس الأقربون أولى بالمعروف؟
وصلنا إلى قناعة أن الحملة ستبلغ الهدف المنشود،اتفقنا على كتابة الفكرة واجتمعنا مع العم باسم العصفور والنقابي الهمام عبدالله العصفور وتبادلنا الأفكار والآراء حول آلية العمل واتفقنا بالاجماع على أهمية اطلاق المبادرة في أقرب فرصة لنستثمر الخيرات في الشهر الفضيل ونفرح الغارمين وذويهم في عيد الفطر المبارك ويحل العيد عيدين بفرحتهم،ما تحمله المبادرة من مرتكزات تنطلق من التكافل والتكامل بين فئات المجتمع ورسالة للحكومة لادراك الأبعاد و الآثار السلبية جراء هذه الديون على كاهل المواطنين،ورسالتنا تحمل ان الحل سيكون بعد الله سبحانه أن نعتصم جميعا ولا نتفرق كما قال المولى تعالى في محكم كتابه (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) فهي السبيل لرأب الصدوع وعلاج الجروح والملاذ الآمن لكل من تسول له نفسه في العبث بمقدراتهم وشئونهم والسبيل إلى بلوغ التنمية المستدامة،طرقنا أبواب عديدة وعقدنا اجتماعات ولم نحصل على مباركة واتفاق إلا مع جمعية التكافل لرعاية السجناء وحظينا بحفاوة الاستقبال مسخرين امكانياتهم لخدمة المشروع،كان النقاش مع نائب رئيس الجمعية الأخ زيد الذايدي حول أنشطة وبرامج الجمعية متحدثاً عن توافق مشروعنا مع مشروعهم حيث بلغوا ١٦ مليون دينار لسداد ديون الغارمين منذ الانشاء واطلعنا بمعيته عن ثناء وزارة العدل لدور الجمعية،قام الذايدي مشكوراً بابلاغ وزارة الشئون للقيلم بالاجراءات اللازمة ومنحنا الرابط على حساب الجمعية للمتبرعين،فانطلقت الحملة بنشر الرابط و نشر الحملة الإعلامية لحث المجتمع على التفاعل والتكافل فيما بينه البين بدعم من الصحف الإلكترونية والنشطاء وأصحاب الأيادي البيضاء وصلت الرسالة لجمع غفير من المواطنين،وبعد يومين في تمام الساعة ١٠م اطلقت وزير الشئون الفكرة ذاتها داعي المواطنين للتبرع إلى المواطنين بمبادرة حكومية،مبادرة كريمة مع تحفظنا على ما قام به الوزير فبدل استلاب دور مؤسسات المجتمع المدني كان الأجدى دعمهم وتشجيع التسارع والتنافس فيما بينهم على سداد ديون الغارمين لكنه هو من حمل اللواء ومنصبه المسؤول يستوجب منه منح المواطنين المعونات لا جمع التبرعات لكن الأعمال بالنيات ونسأل الله أن يتقبل منا جميعاً والهدف والغاية تحقق بنشر الفكرة والتوسع فيها حتى بلغ أكثر من ١٠ ملايين دينار كويتي لأول مره وهذا المؤشر له دلالات ايجابية وتفاعل محمود حيث تبرعت الجمعيات التعاونية،الشركات، البنوك، جمعيات النفع العام وغيرهم بالزكوات والصدقات وكانت سنة حميدة تركت أثر إيجابي متمنين الاستفادة من الدرس وأن تنظم الحملات بشكل أكبر في الأعياد القادمة وأي مشكلة تواجه الشعب نردها إلى التكافل معتبرين من التجارب السابقة وكيف تمكنا بالتغلب عليها بتلاحم المجتمع وتكافله،حفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه ودمت ياوطن عزاً شامخاً.
مهدي عبدالواحد الصيرفي
رئيس صحيفة المجتمع المدني نيوز
ذخر يا بو صالح. الحرص على المجتمع المتكاتف هو الركيزة الاساسيه بالتوحد والتواجد. ويدا بيد. للحمه الوطنيه بارك الله فيك